مالكم كيف تحكمون سألني صديقي .
-----------------------------------------
لماذا لا يحافظ الإخوان على مصر من يوم 30 / 6 القادم بإقناع مرسي أن يترك الحكم أو على الأقل يعمل استفتاء شعبي على إكمال مدته أم أن الحكم عندكم أهم من الحفاظ على مصر من ...كارثة محققة يوم 30 / 6 القادم ؟
أجبته :
أولاً ... دون نظام يختل الكون ولو اختل النظام لانتهى الكون وكذلك الدول دون نظام لا يكون هناك دولة أصلاً فالحفاظ على النظام حفاظ على الدولة كلها شعباً وأرضاً وحاضراً ومستقبلا ف...لو ترك مرسي الحكم أو على الأقل رضخ للضغط وقام باستفتاء شعبي على إكماله مدته فهذا يعني بكل بساطة أن يأتي أي رئيس منتخب شعبياً ثم لا يرضى عن انتخابه مجموعة فتعمل على إجباره على ترك الحكم أو أن يستفتي على إكمال مدته فيصير عندنا كل سنة رئيس جديد أو أكثر من رئيس فلا تحدث تنمية ولا يتوفر أمن ولا تقوى مؤسسات الدولة على القيام بواجباتها فيصير عندنا اختلال في النظام الذي يعني بكل بساطة حروب أهلية وتقاتل على الحكم لن ينتهي إلا بانتصار طرف على كل الأطراف وعندها نكون قد وقعنا في حصر الديكتاتورية مرة أخرى ولأن مقارنة الديكتاتورية بالفوضى والتقاتل الأهلي فالديكتاتورية أرحم بالطبع ومن هنا يبدأ الشعب من أول وجديد في البحث عن النظام الحر الديمقراطي . ولا يوجد بديل لهذا السيناريو أبداً لأن المعطيات تقول أن الصراع في مصر صراع منهجي وطائفي من الدرجة الأولى أي أنه لا يمكن لطرف أن يوافق على حكم الطرف الآخر أبداً في ظل دولة بها أحزاب إسلامية وليبرالية ويسارية .
ثانياً ... الرئيس مسؤل عن إحقاق الحق وإقامة العدل والحفاظ على حاضر ومستقبل البلاد وأن يأخذ من القوي الحق الذي عليه ويعطي للضعيف الحق الذي له وأن يزعن كل المواطنين على السواء لحكم الدولة ونظامها ولذلك يجب على الرئيس أن يقف في وجه من يهددون بالخراب والفوضى والهلاك لمصر إن لم يتنحي مرسي يوم 30 / 6 القادم .
ثالثاً ... مهما كان آداء الرئيس إيجابي أم سلبي فهذا لا يمكن أن يكون سبباً أبداً في إجبار الرئيس على ترك الحكم لأن هذا يعني بكل بساطة ضرب فكرة الشرعية الشعبية في مقتل فالأصل أن الشعب هو من يتحمل نتائج من اختاره لحكمه .
رابعاً ... العقد الذي بيننا كشعب وبين الحاكم أربع سنوات والعقد يقول أنه لا يمكن حساب الحاكم طالما لم يقم بجريمة يحاسب عليها القانون إلآ عن طريق الصندوق الذي نذهب إليه كل أربع سنوات أوليس العقد شريعة المتعاقدين .
خامساً ... وهنا أهم النقاط قاطبةً ... على من تلقي اللوم يا صديقي ؟
على المظلوم الذي يهدده الظالم كل يوم بالقتل والهلاك يوم 30 / 6 أم على الظالم الذي يفسد في الأرض ويقطع الطرق وينشر الفوضى ويصنع الحرائق ويعمل على إضعاف نفسية الشعب وتيأيسه وهزمه معنوياً عن طريق الإعلام الذي يتحكم فيه ؟
أين الإنصاف ؟
عموماً يا صديقي .... لو وافقت أن أقوم بمظاهرات واعتصامات وإضرابات وفوضى بعدما يأتي رئيس بعدما يترك مرسي الحكم فلو وافقت أن أسقطه كما أسقطني فأنا مستعد أن أقبل بفكرة ترك مرسي الحكم قبل إكمال مدته ولكن عليك أن تعي جيداً أنني "التيار الإسلامي" بحمد الله أكثر عدداً وأجرء على هذا من المخربين الفوضويين الآن والواقع خلال أكثر من عامين يوضح هذا جيداً .
صديقي لم يكن منصف ولذلك عندما أدرك ضعف حجته لم يرغب في إكمال الحوار .